صوموا تَصحّوا ( الحلقة الأولى والثانيه ) معلومات قد تسمعها لاول مرة
تاريخ النشر: 28/09/2016 - عدد القراءات: 29041
صوموا تَصحّوا ( الحلقة الأولى والثانيه ) معلومات قد تسمعها لاول مرة
صوموا تَصحّوا ( الحلقة الأولى والثانيه ) معلومات قد تسمعها لاول مرة

قد يتساءل البعض عن مواصفات الغذاء الصحي اللازم تناوله في رمضان وكيفية الحصول على المغذيات الضرورية. في الموضوع التالي الإجابة الوافية عن مثل هذه التساؤلات. يمثل شهر رمضان المبارك مناسبة جيدة لتبني نظام حياة صحي، والمساعدة في تخفيض وزن الجسم وتحكم أفضل بسكر الدم. كما أنه فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين. قبل البدء بالصيام قد يحتاج بعض المرضى استشارة الطبيب لتعديل الدواء أو الوجبات الغذائية، أو قد ينصحون بعدم الصوم لتعارضه مع وضعهم الصحي..
 

الغذاء الصحي في رمضان هو الغذاء الصحي في كل وقت، حيث على الإنسان أن يوفر لجسمه الاحتياجات المختلفة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، والفيتامينات والمعادن المختلفة كالكالسيوم والحديد في غذائه. فالتنوع في اختيار الطعام هو الوسيلة الصحية ليحصل الجسم على جميع احتياجاته من العناصر الغذائية. قال تعالى: " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" صدق الله العظيم، صيام رمضان فريضة من الله (عز وجل) تنطوي على الكثير من الفوائد، فهو نظام حياتي غذائي يلتزم فيه المؤمن شهراً في كل عام، وله تأثيره العميق على نفسيته وجسمه وهو تدريب وقائي كما هو إجراء علاجي لكثير من الحالات المرضية ولعل الجهاز الهضمي هو أكثر الأجهزة تأثراً بهذا النظام. وقد يظن بعض الصائمين أن في السكون والراحة والنوم أثناء الصيام منفعة لهم وتوفيراً لطاقتهم ومحافظة على صحتهم، وهذا في الحقيقة مخالف للحقائق العلمية فللحركة والنشاط والعمل لدى الأشخاص الأصحاء فوائد لا تكتمل ولا تتحقق إلا بالحركة. والإنسان ليس الكائن الحي الوحيد الذي يصوم فقد تبين لعلماء الطبيعة أن معظم -إن لم يكن جميع- المخلوقات الحية تمر بفترة صوم اختيارية مهما توفر الغذاء من حولها، فالطيور والأسماك والحيوانات تصوم بصورة مختلفة وفصول مختلفة بمحض إرادتها. وأهم الأسباب التي تجعل من الصيام وسيلة فعّالة في المحافظة على صحة الجسم وحيويته: - يعمل الصيام على إراحة أجهزة الجسم وخاصة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي بعد فترات عمل طويلة مما يعمل على تقويتها وزيادة كفاءتها، فقد أثبت الطب الحديث أن الصوم يريح المعدة وينظم عمل الجهاز الهضمي ويخلص الجسم من السموم، هذا إذا ما اتبع الصائم آداب الإفطار وراعى الاعتدال في وجبة الإفطار.
ماك فادون من علماء الصحة الأمريكيين يقول: " إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه، فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وتذهب عنه حتى يصفو صفاءً تاماً، ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد خلاياه في فتره لا تزيد عن 20 يوماً بعد الإفطار، لكنه يحس بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل". - كما أن الصيام أفضل وسيلة للتخلص من العادات السيئة الغذائية وغير الغذائية مثل الإدمان على شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية والتدخين والتناول المتكرر والمستمر للأطعمة طوال اليوم، كما يحدث عند بعض الأشخاص. - وينشط الصيام الخلايا الدماغية التي تتضاعف حيويتها لتوقف نشاط الجهاز الهضمي فيندفع الدم بغزارة إلى أنسجة المخ لتغذيته وتزويد الحجر الدماغية بالغذاء الأمثل لعملها. - يخلص البدن من الشحوم المتراكمة التي تشكل عبئاً ثقيلاً والتي تغدو مرضاًَ صعباً عندما تزداد، فالصيام الذي يتبعه إفطار معتدل ومتوازن يساعد على خفض الوزن في الأشخاص المصابين بالسمنة. ومن الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الوزن تناول كميات كبيرة من الحلويات الغنية بالدهون والسكريات خلال فترة الإفطار بالإضافة إلى الإفراط في تناول الطعام بعد فترة الصيام أو بسبب بعض الممارسات الخاطئة لدى بعض الصائمين والمتمثلة بكثرة النوم والجلوس وقلة العمل خلافاً لما يجب أن يكون عليه حال المسلم من العمل والعبادة خلال الشهر. - طرح الفضلات والسموم المتراكمة. - إتاحة الفرصة لخلايا الجسم وغدده لأن تقوم بوظائفها على الوجه الأكمل وخاصة المعدة والكبد والأمعاء. - إراحة الكليتين والجهاز البولي لبعض الوقت من طرح الفضلات. وبذلك نرى أن الصيام أشبه ما يكون بدورة طبية مجانية يتلقاها المسلم كل عام مرة فيعمل على صيانة أجهزة الجسم والمحافظة عليها. وقد كان الأطباء قديماً ينصحون مرضاهم بالصوم تعجيلاً بالشفاء كما أثبتت العلوم الطبية الحديثة أن الصوم وقاية وشفاء لكثير من أخطر أمراض العصر كأمراض الجهاز الهضمي وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري والنقرس... فمع قلة الطعام الواردة إلى المعدة يقل ضغط البطن والصدر فينتظم التنفس ويقل العبء على القلب فتقل ضرباته لعدم الحاجة إلى بذل ذلك الجهد الكبير لدفع الدم إلى الجهاز الهضمي للعمل على هضم تلك الكميات الهائلة من الطعام.
................................................الثانيه الإفطار القاعدة الإسلامية هي الاعتدال " فلا إسراف ولا إفراط ولا تفريط "، " خير الأمور أوسطها" تذكر هذه الكلمات عند رؤية أصناف الطعام على مائدة رمضان العامرة .... لتجنب زيادة الوزن خلال شهر رمضان ولإفطار شهي وصحي نورد إليكم بعض النصائح والإرشادات التالية: - تناول شيئاً من التمر والحساء أو الشوربة لأن ذلك يعطي الصائم جرعة مركزة من الغذاء وتخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل، كما ينشّط التمر وينبه المعدة حتى تستعد لاستقبال الطعام وتبدأ في افرز الأحماض الهاضمة فلا نفاجئها بكميات كبيرة من الطعام بعد فترة صيام طويلة، ثم قم لصلاة المغرب وقدمها على إكمال الطعام، فخلال فترة الصلاة تقوم المعدة بامتصاص المادة السكرية والماء فيزول الشعور بالعطش والجوع، ومن المعروف أن تناول كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة وبسرعة قد يؤدي إلى انتفاخ المعدة وحدوث تلبك معوي وعسر هضم ولهذا من الأفضل تقسيم وجبة الإفطار إلى اثنتين صغيرتين بدلاً من واحدة كبيرة. والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، وفي إفطاره صلى الله عليه وسلم على الرطب أو التمر ما يظهر نور النبوة، وذلك لأن الصائم يعتمد على ما يوجد بجسمه من سكر وخاصة المخزون منه في الكبد. والسكر الموجود في طعام السحور يكفي 6 ساعات وبعد ذلك يبدأ الإمداد من المخزون الموجود بالكبد، ومن هنا فإن الصائم إذا أفطر على التمر أو الرطب، وهي تحتوي على سكريات أحادية، فإنها تصل سريعاً إلى الكبد والدم الذي يصل بدوره إلى الأعضاء وخاصة المخ، أما الذي يملأ معدته بالطعام والشراب، فيحتاج لمدة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه السكر. - احرص أن يكون إفطارك متنوعاًَ وشاملاًَ لكافة العناصر الغذائية من كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات ومعادن ولا تنس شرب الماء من وقت الإفطار إلى السحور. لا تشرب الكثير من الماء أثناء تناول الطعام، كوب واحد يكفي لأن شرب كميات كبيرة من الماء أثناء تناول الطعام يسبب عسر الهضم وسوء امتصاص الطعام بالأمعاء، انتظر ساعتين بعد تناول الطعام ثم اشرب ما شئت من المياه ولكن احذر الماء المثلج. - تجنب النوم بعد الإفطار فالنوم بعد تناول وجبة طعام كبيرة ودسمة قد يزيد من الإحساس بالخمول والكسل ولا بأس من الاسترخاء قليلاً بعد تناول الطعام ثم النهوض لصلاة العشاء والتراويح فهي تساعد على هضم الطعام وتعيد النشاط والحيوية. - تجنب كثرة التوابل والبهارات والأطعمة الغنية بالدهون كما يستحسن تجنب المقالي فهي تسبب عسر الهضم وتلبك المعدة. - التخفيف من تناول الحلويات واستبدالها بالفاكهة والتمر والفاكهة المجففة ويمكن ترك الحلويات لحين الاضطرار لتناولها كأن تكون خارج المنزل. - يمكن أن تتألف وجبة الإفطار من شوربة الخضار الغنية بالفيتامينات والألياف أو شوربة العدس الغنية بالأملاح المعدنية كالحديد ومصدر كبير للألياف أو شوربة الدجاج ويمكن استعمال مرقة الدجاج بعد التخلص من الدهون. - اجعل في وجبتك مقداراً وافراَ من السلطة بحيث يحتوي على جميع أنواع الخضار المرغوبة فهي غنية بالفيتامينات والألياف كما تعطيك إحساساً بالامتلاء والشبع فتأكل كمية أقل من باقي الطعام، كما تلعب دوراً هاماً في الوقاية من حالات الإمساك. - حاول أن يكون طبق الحساء والسلطة مماثلاً للطبق الأساسي من حيث الكمية. - الطبق الأساسي: نهانا الله عز وجل عن الإسراف في كل شيء ومنها المأكل لذلك يفضل أن تحتوي المائدة على طبق واحد بدلاً من تذوق القليل من عدة أطباق. السحور " ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور" نصيحة المصطفى عليه الصلاة والسلام لسحورك فلا تتسحر قبل الساعة 2 صباحاً. يجب أن تعلم بأن وجبة السحور تحل مكان وجبة الفطور العادية ويمكن أن تتألف من نفس الأطعمة ويفضل أن يوازي ما تتناوله في وجبة السحور ما كنت تتناوله في إفطارك الصباحي في الأيام العادية، ويخطأ كثير من الأشخاص بإهمال وجبة السحور فوجبة السحور تقوي الصائم وتعينه على ممارسة أعماله خلال النهار، ولا تنسى قول المصطفى صلى الله عليه وسلم " تسحّروا فإن في السحور بركة". ويستحسن أن يحتوي طعام السحور على أغذية سهلة الهضم أو يمكن أن تتألف الوجبة من الخبز واللبنة أو الجبنة واللبن الزبادي وكثير من الخضر الطازجة للتخفيف من الإحساس بالعطش ولا ينصح بتناول الوجبات السريعة على السحور فهي غنية بالدهنيات والملح، وتجنب الأغذية شديدة الملوحة لأنها تزيد الإحساس بالعطش في اليوم التالي وتجنب استخدام الأغذية المحفوظة. كما أن كثرة السكر في وجبة السحور كالكنافة بالقطر تزيد من إحساسك بالعطش. وبالنسبة للأشخاص الذين ينزعجون من تناول الطعام قبل النوم مباشرة يمكن أن تقتصر وجبة السحور على الفاكهة الطازجة أو المجففة كالموز وعصير البرتقال الطازج أو كوب من الحليب وقطعة من الكعك أو كوباً من اللبن الزبادي كمصدر مهم للكالسيوم. لا تترك وجبة السحور ولو حتى بشرب بعض الماء، ولكن لا تبالغ في شرب الماء. وأخيراًً وأنت على مائدة الطعام ندعوك إلى الاعتدال وعدم المبالغة في الطعام والشراب وتذكر أخوة لك لا يجدوا شيئاً لتناوله حتى لا ننسى الغاية من الصيام. مع تمنياتنا بصيام مقبول وإفطار شهي مفيد إن شاء الله إعداد أخصائية التغذية: م. أمـل جوهر منقول عن صحيفه فلسطين
 

تم طباعة هذا المقال من موقع الطب العربي البديل (arabaltmed.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)