وقام الباحثون بتقييم العلاقة بين معدلات الإصابة بتشوهات القناة العصبية في كل ولاية كندية من الولايات السبع، ودرجة الانخفاض في تلك الإصابات بعد تنفيذ سياسة إضافة حمض الفوليك. وجد الفريق 2446 حالة تشوه خلقي في القناة العصبية بين 1.9 مليون ولادة.
وقد انخفض مستوى انتشار هذا التشوه من متوسط 1.58 حالة لكل 1000 ولادة قبل إضافة حمض الفوليك إلى 0.86 حالة لكل ألف ولادة بعد إضافته بالكامل. وهذا يمثل انخفاضا ملموسا بنسبة 46%.
وقد تناسبت درجة الانخفاض في التشوهات مع مستوى الإصابة بها في فترة ما قبل إضافة حمض الفوليك في كل ولاية على حدة، كما اختفت تقريبا الفروق الجغرافية في مستويات الإصابة بين الولايات بعد بدء إضافة حمض الفوليك. كما تفاوتت نسبة انخفاض تشوهات القناة العصبية بين أنواعها التي تناولتها الدراسة، فحالات انشقاق السيساء قد انخفضت بنسبة 53%، بينما انخفضت حالات اللادماغية وفتق الدماغ بنسبة 38% و31%، على الترتيب. لأن تكوين القناة العصبية للأجنة عملية مكثفة منذ الأسابيع الأربعة الأولى للحمل، أي قبل أن تدرك كثير من الأمهات حدوثه، ونصف حالات الحمل في كندا تحدث دون خطة مسبقة، بينما لا يستطيع الجسم البشري أن يخزن حمض الفوليك، كان الأفضل أن يتكامل هذا الحمض مع الخط الغذائي العام بدلا من التركيز حصريا على مكملات الفيتامينات، بيد أن الأوساط الطبية بكندا لا تزال توصي الحوامل بتناول مكملات حمض الفوليك أثناء فترات الحمل.
يوجد حمض الفوليك في الخضروات والفاكهة والحبوب واللحوم، لكن أكثر نظام غذائي توازنا لا يؤمن للأم الحامل وجنينها حاجتهما من الفوليت.
وكانت الهيئات الطبية الكندية قد أوصت -منذ ما قبل 1988- بتناول الحامل أثناء حملها مكملات فيتامينات تحنوي الفوليت. وكانت كندا قد قررت إضافة حمض الفوليك إلى كل أنواع الدقيق التي تنتج منذ 1988. يذكر أن كندا والولايات المتحدة وتشيلي هي الدول الوحيدة التي تفرض إضافة الفوليت إلى الدقيق.
وتشجع هذه السياسة -كما أظهرتها الدراسة- دولا أخرى على اتباع نفس النهج. وبينما تقع 200 ألف حالة إصابة بتشوهات انشقاق السيساء واللادماغية سنويا، يؤمل من إضافة حامض الفوليك إلى الطعام أن تخفض هذه الإصابات إلى النصف.
المصدر: الجزيرة