التعلم مفهومه ونظرياته
تاريخ النشر: 30/01/2017 - عدد القراءات: 40348
التعلم مفهومه ونظرياته
التعلم مفهومه ونظرياته

 في حديثنا عن التعلم فإن شأنه شأن مفاهيم علم النفس المختلفة له معاني متعددة ولا يمكن إيجاد تعريف واضح ومحدد  ويعود ذلك إلى أن التعلم عملية لا يمكن ملاحظتها على نحو مباشر لإنه لا يشكل شي مادي, يمكن ملاحظته وقياسه وإنما هي عملية إفتراضية يُستدل عليها من خلال تغير في سلوك المتعلم .

وبما أن التعلم يهدف الى إحداث تَغير في سلوك الفرد فلا بد أن يكون الفرد مستعداً له ويعود ذلك الى النضج, والخبرة السابقة للفرد, ووجود الإستعداد النفسي والجسمي ولا يمكن الإستمرار بالتعلم دون وجود الدافعية كونها تزيد من جهود الفرد وتزيد نشاطه لتحقيق التعلم وبوجود الخبرة التي يتعرض لها الفرد في البيئة المحيطة وتفاعله معها يُمكنه تعلم عدد من أنماط سلوكية او التعديل على الأنماط الموجودة لديه .

والتعلم عملية تراكمية تدريجية ويمكنه الحصول عليها من خلال الخبرة و التدريب فبذلك تزداد وتتراكم  جراء تفاعل الفرد مع المثيرات والمواقف المتعددة ,وعادة مايرجع الفرد الى خبرته السابقة في بعض المواقف الجديدة  .

وفي حديثنا عن التعلم لا بد لنا من التطرق الى فَضل بعض العلماء ومنهم سكنر  صاحب نظرية الإشراط الإجرائي  في التعلم وتقوم نظرية الإشراط الإجرائي  على أن السلوك الذي يقوم به الفرد يجب أن يتم إتباعه بمثير, فاذا كان المثير محبب فإن الفرد يميل الى تكرار السلوك مرة أخرى ليحصل على المثير المحبب واذا كان المثير غير محبب فان الفرد يميل الى عدم تكرار السلوك مرة اخرى حتى لا يحصل على المثير غير المحبب.

ولا بد من الحديث عن عالم النفس الأمريكي ادوارد لي ثورانديك الذي وضع بين ايدينا نظرية المحاولة والخطا وتقوم هذه النظرية على مبدأ التجريب أي أن الإرتباط بين المثير والإستجابة تتشكل بالإعتماد على خبرات الفرد ويتعلم الفرد من خلال عدد من المحاولات .

وحتى توتي النظرية ثمارها لا بد من وجود دافع عند الفرد, ووجود عقبة تمنع الفرد من الوصول الى التعلم الذي يرغب به حتى يبدا الفرد بالقيام بعدد من المحاولات العشوائية للحصول على المعرفة وقد يتم الوصول اليها عن طريق الصدفة مما يجعل الفرد يميل الى تكرار نفس الطريقة حتى يحصل على المعرفة .

ويكتمل الحديث عن نظريات التعلم بنظرية اوزوبل وهي التعلم ذو المعنى التي يقدم فيها المعلم الى طلابه المادة التعليمية بصورتها النهائية ويقوم الطلبة بإستقبال المادة وربطها بعلاقات منطقية في البيئة التي يوجد فيها .

وتكون المادة المعروضة لطلبة على عدة أشكال منها المكتوبة على شكل قطع نثرية, او بصرية على شكل أشرطة فيديو, او قد تكون سمعية على شكل أشرطة كاست, او قد تكون بيانية على شكل رسوم بيانية .

وفي تجربة العالم كوهلر تم إستيضاح أن التعلم يحدث غالبا عن طريق إدراك ما في الموقف من متغيرات  ويتم ترتيب عناصر الموقف على شكل منظم ويتم فحص العلاقة بين هذه المتغيرات ليصل الى أنها مترابطة مع بعضها البعض .

ويسمى هذه النوع من التعلم بالتعلم بالإستبصار ويعتمد بشكل أساسي على الفهم اي ادراك العلاقات الموجودة بين مجموعة متغيرات ويحدث التعلم بالإستبصار بفترة البحث والإستكشاف التي يقوم بها المتعلم , ويعتبر معزز ذاتي لانه يشعر الفرد بالإنجاز ويقاوم النسيان .

وقد عرضنا موجز بمفهوم التعلم وبعض العوامل المؤثرة فيه وقد وصلنا للحديث عن بعض نظريات التعلم بدايةً بسكنر والإشراط الإجرائي, ومرورا بنظرية المحاولة والخطا ل ثورانديك, ونظرية التعلم ذو المعنى للعالم اوزوبل, حتى وصلنا لتعلم بالاستبصار ووضع أساس هذه النظرية العالم كوهلر .

أ‌.       أنس ابراهيم محمود البله ....عمان الاردن .

تم طباعة هذا المقال من موقع الطب العربي البديل (arabaltmed.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)