في التعليم الدافعية نظرياتها وإستراتيجياتها
تاريخ النشر: 04/02/2017 - عدد القراءات: 29500
في التعليم الدافعية نظرياتها وإستراتيجياتها
في التعليم الدافعية نظرياتها وإستراتيجياتها

 كثيراً ما يتساءل الأباء والمعلمون عن أسباب إختلاف الطلاب في تحصيلهم بوجود الضروف المتشابهة , فيلاحظ إختلاف اداء الطلبة في نفس الفصل حيال القيام بنشاط رغم دراستهم لنفس المادة التعليمية ونفس الكتب ونفس المدرسين .   فلماذا يختلف الطلبة في تنفيذ النشاط الواحد؟ .

ان أداء الطالب وقابليته لتعلم والقيام بالانشطة المختلفة يندرج تحت مستوى دافعية الفرد للقيام بهذا السلوك وإقباله عليه, فبدون الرغبة بالتعلم لن يكون هناك تعلم اصلا, وليتعلم الطالب وينفذ الأنشطة لا بد من استثارة دافعية الطالب وتوجهيها وتوليد الإهتمام لديه .

بذلك نجعل الطلاب يقبلون على ممارسة النشاطات المدرسية بكل طاقته الحركية والوجدانية  والمعرفية ولا تقتصر فقط على حياة الطالب المدرسة بل تتعدى ذلك لتصل الى الحياة العملية .

وفي صدد الدافعية فهي قوة داخلية تحرك سلوك الفرد وتوجهه الى تحقيق هدف مرغوب فيه , ويمكن لدافعية أن تُستثار من الفرد نفسه كحاجات وميول واهتمام يجب عليه أن يشبعها اوعن طريق البيئة المحيطة ومنها الأشخاص والأفكار          و الموضوعات.

ولأهمية الدافعية  توجهت بعض النظريات الى تفسيرها ومنها النظرية المعرفية , وهي حالة داخلية تحرك أفكار المتعلم ومعارفه  ووعيه وإنتباهه وتلح عليه لمواصلة الأداء للوصول الى حالة التوازن, وبذلك تعتمد الدافعية في النظرية المعرفية على الإختيارات والقرارات والاهتمامات وحساب النجاح والفشل .

وهناك عدد من مصادر الضبط منها الداخلي والخارجي فشعور الفرد بالنجاح يزيد دافعيته وشعور الفرد بالفشل يودي الى التقليل من الدافية لإنجاز المزيد من الأنشطة , من هنا يجب على المعلمين تشجيع طلبتهم على تغير تفسيرهم للفشل بإعتباره نتيجة لنقص  الجهد المبذول وليس قدرته المتدنية .

وننتقل الى الدافعية في النظرية الإنسانية وركزت على مساعدة المتعلم على إستغلال اقصى إمكاناته لتحقيق التعلم الامثل, وتعتبر الحاجات الفسيولوجية والحاجات التي ترتبط بالسلامة والأمن حاجات فطرية ومحرك أساسي للإنسان وهناك الحاجات الإجتماعية والشخصية والمعرفية كلها تعتبر محركات لدافعية الإنسان.

 ولا يمكن لهذه الدافعية أن تنتهي لأن الإنسان لا يصل الى الإشباع فيجب على المعلم مساعدة الطلبة في تحقيق تقدريهم لذواتهم من خلال التنبيه الدائم الى ما تم انجازه وتحقيقه  .

وتُنهي النظرية السلوكية مشوار تفسير النظريات لدافعية وتعتمد على الحالة الخارجية لدى الطالب التي تحرك سلوكه واداءه وتعمل على استمراره وتوجيهه نحو تحقيق هدف او غاية معينة .

وركزت هذه النظرية على أهمية التعزيز في السلوك الانساني وتاثير البيئة في الدافعية , وفي بعض الأحيان يعمل الطالب بتاثير الدوافع الداخلية .

وهناك مجموعة من إستراتيجيات إستثارة الدافعية لتعلم , كمعلم يجب أن تختار المواضيع والنشاطات  التي تهم الطالب , ويجب عليك أن تبدأ بالتمهيد لدرس حتى تجذب إنتباه الطالب وتربطه بالحياة العملية التي تهمه.

 ويجب أن تستخد الأسئلة المثيرة لتفكير وفيها الكثير من الإثارة والغموض ولا يعتمد الحل على فكرة واحدة بل الربط بين عدد من الأفكار, ويجب أن تكون الأنشطة مفيدة ,وحث الطالب على توظيف ما تعلموه سابقا ولإثارة الدافعية لطلاب والبقاء على التركيز يجب عليك كمعلم فعل أشياء داخل الحصة غير متوقعة بين الحين والاخر, كعرض بعض الأحداث المتناقضة’ وبين لطلبة المتوقع منهم أثناء النشاط .ويقلل من حدة الموقف والقلق والتوتر الذي يصاحب تنفيذ النشاط ,كلها إستراتيجيات تثير الدافعية لطالب وتجعله مُقدماً على التعلم .

بقلم أ. أنس إبراهيم محمود البله.....

عمان- الاردن  هاتف رقم 00962795223761

 

تم طباعة هذا المقال من موقع الطب العربي البديل (arabaltmed.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)