يعاني الكثير من صعوبات في التذكر خلال مواقف الحياة المختلفة فقد يَفشل البعض في تذكر رقم هاتف او تاريخ ميلاد ومكان سكن شخص معين مما يضع الفرد في موقف توتر وحرج , وليتذكر الإنسان, يحتاج نعمة من نعم الله تعالى علينا الا وهي الذاكرة فهي توفر الكثير من الوقت والجهد في التعامل مع المعلومات القديمة مما تجعل إمكانية التعلم ممكنة , وتساعد الفرد في بناء الخبرات السابقة لتوظيفها في الحاضر والتنبؤ بالمستقبل .
وفي الحديث عن الذاكرة فإننا نَصف عملية معقدة ترتبط بالإنتباه والإدراك والتخزين والإستجابة ,وقد عرفها كثير من العلماء منهم ستينبرغ على أنها عملية يتم من خلالها استدعاء معلومات من الماضي من أجل استخدامها في الحاضر, وقد بحث العالم انكهاوس في قياس الذاكرة عبر عدد من التجارب وهي قدرة الفرد على تذكر أكبر عدد ممكن من الكلمات عديمة المعنى وتكرارها بدون اخطاء (قياس الإسترجاع ) ,واهتم بقياس قدرة الفرد على تذكر هذه الكلمات بعد مرور فترة زمنية (قياس الإحتفاظ).
قبل البدء بالحديث عن كيفية تذكرنا للإشياء لا بد من المرور على حدود الذاكرة وعلاقتها الوثيقة بعدد من العوامل , الحالة النفسية للفرد كلما كان الفرد منفعل فإنه لا يستطيع التذكر , ويجب أن يكون الفرد على ثقة من المادة التي يريد ان يسترجعها , وزيادة عدد المواقف التي يتعرض لها الفرد تتناسب تناسب عكسي مع إمكانية التذكر .
وللحديث عن كيفية التذكر لابد من المرور على أنماط الذاكرة وهي الذاكرة الحسية والذاكرة القصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى .
والبداية مع الذاكرة الحسية فأن العالم المحيط بنا يوفر الاف المثيرات باليوم الواحد التي تتعلق بالصوت والصورة واللمس والشم والذوق , حيث تقوم الحواس والجهاز العصبي الطرفي بدورها تنتقلها الى الذاكرة الحسية التي بدورها تخزنها لمدة ثانية واحدة يتم فيها إستعراض المعلومات وترتيبها لنقلها الى الذاكرة قصيرة المدى.
الذاكرة قصيرة المدى وتكون الرابط بين االذاكرة الحسية والذاكرة طويلة المدى وتكون حلقة الوصل لنقل المعلومات بين الحسية والطويلة المدى , وتحتفظ بالمعلومات لمدة 18 ثانية قبل استبدالها بمعلومات اخرى وتحتفظ بالمعلومات على شكل وحدات معرفية واذا مرت 18 ثانية دون نقل المعلومات الى الذاكرة طويلة المدى فانها تختفي وتودي الى النسيان .
وعدم التركيز أثناء وجود المعلومات بالذاكرة قصيرة المدى فانها تودي الى إحتمالين : الاول نقل المعلومات مشوهة الى الذاكرة طويلة المدى والثاني نسيانها لعدم الترابط وهذا ما يسمى بقانون الدمج او الجمع حيث انه يسهل نقل المعلومات المترابطة على عكس المعلومات غير المترابطة .
المحطة الاخيرة في التخزين هي الذاكرة طويلة المدى وهي بمثابة خزان هائل لا نهائي لمراحل الحياة المختلفة من الأسماء والأصوات والتواريخ والمناسبات والمعلومات , وتستمد الذاكرة طويلة المدى معلوماتها من الذاكرة القصيرة المدى , وكما ان الذاكرة الطويلة المدى لا تقتصر على الحفظ فقط والتخزين بل ايضا يمكنها معالجة المعلومات وتنظيمها وترميزها بعدة أشكال منها نماذج شبكات ونماذج مخططات حتى يسهل على الانسان الحصول عليها .
كيف نسترجع المعلومات بعد تخزينها ؟
تمر مرحلة الإسترجاع بعدد من الخطوات وتبدا بالبحث عن وجود المعلومات اصلا بالذاكرة طويلة المدى , ويتم فحص المعلومات من حيث الحجم والزمن والمكان ويتم تحديد المعلومات المطلوبة إسترجاعها , ليتم تجميع هذه المعلومات وتنظيمها بصورة منطقية ومعقولة وتتم عملية التنظيم في الذاكرة قصيرة المدى واخيراً الاستجابة التي تظهر على شكل القاء بيت شعر او إعطاء عنوان او ذكر تاريخ.
بقلم الاستاذ انس ابراهيم محمود البله ...
... الاردن عمان
هاتف رقم 00962795223761
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)