الكهرباء الزائدة في المخ هو مصطلح عاميٌّ يُستخدم للتعبير عن النَّوبات التي تُصاحب مرض الصرع ,ويُعدّ المرء مصاباً بمرض الصرع إذا عانى من نوبتَين أو أكثر، على أن تكون هذه النَّوبات غير ناتجة عن أيٍّ من الحالات الطبية غير الدائمة، فلا يُعدّ المُصاب مريضاً بالصّرع إذا تعرّض لنَوبةٍ إثر عاملٍ غير دائمٍ.
كالنَّوبات التي تنشأ كأحد الأعراض الانسحابية لإدمان الكحول، أو تلك الناتجة عن الانخفاض الشديد في مستوى السكر في الدم، أو التعرّض لضربةٍ على الرأس، أو الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم.
ومن الجدير بالذكر أنّ 60% من الحالات لا يمكن فيها تحديد سبب الإصابة بمرض الصرع، إلا أنّه قد ينشأ بعد التعرّض لضربةٍ على الدماغ، أو المعاناة من السكتة الدماغية ,التي تُعدّ أبرز أسباب مرض الصرع في الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 35 عاماً، بالإضافة إلى مرض ألزهايمر ، والخرف، ونقص الأكسجين عن الدماغ، وكذلك بعض أنواع العدوى كالتهاب السحايا والإيدز.
وتنتج هذه النَّوبات في مرض الصرع بسبب حدوث اضطرابٍ في التوصيل الكهربائيّ للدماغ، مما يُسبّب تدفّق السيّال العصبيّ في خلايا الدماغ بسرعة، ولنوبات الصرع نوعان رئيسيّان؛ النَّوبات البؤريّة أو الجزئيّة، وهي التي تؤثر في جزء محدد من الدماغ، والنَّوبات العامة التي تؤثر في الدماغ كله.
ويُعدّ الصرع مرضاً واسع الانتشار؛ إذ يُصيب ما يقارب 65 مليون شخص في العالم، ويُعتبر الشباب في مقتبل العمر وكبار السن الأكثر عُرضةً للإصابة به، هذا وإنّ حالات الصرع في الذكور أعلى ممّا عليه في الإناث.
وتجدر الإشارة إلى خطورة مرض الصرع على المُصاب، إذ تترتّب عليه مضاعفاتٌ صحيّة خطيرةٌ، بالإضافة إلى تأثير المرض على حياة المريض الاجتماعية والعملية، ويتفاوت تأثيره بين المرضى بتفاوتِ النّوبات في نوعها، وحجمها، وقدرة تأثيرها على الدماغ، ومدّتها. وفي الحقيقة لايوجد علاجٌ نهائيّ لمرض الصرع، إلا أنّ الأطباء غالباً ما يلجؤون إلى بعض الأنواع من الأدوية والإجراءات التي من شأنها أن تُسيطر على المرض.
أعراض الكهرباء الزائدة في المخ تختلف الأعراض المصاحبة لمرض الصرع باختلاف نوع النَّوبات التي يُعاني منها المريض، فبعض النّوبات قد تظهر على المريض على شكل ارتباكٍ مؤقتٍ، أو حركات ارتعاشية لاإراديّة، أو تشنّجاتٍ في الذراعين أو الرّجلين، أو تحديقٍ، أو فقدان وعيٍ، أو أعراض نفسية، وغالباً ما يعاني المريض من نوباتٍ متشابهة في كل مرة، وأهمّ الأعراض المُرافقة لنوبات الصرع بأنواعها ما يلي:
1- النَّوبات الجزئيّة: وهي النَّوبات التي تحدث نتيجة اضطراب مكانٍ واحدٍ في الدماغ، ولها نوعان: النَّوبات الجزئية البسيطة لا يُسبّب هذا النوع من النّوبات فقدان الوعي، لكنّه قد يتسبّب في اضطراب حواس المريض؛ كالبصر، والسمع، والشمّ، والذوق. وقد تُصاحب هذه النَّوبات حركات ارتعاشية لاإرادية في أحد أطراف الجسم، وفي بعض الأحيان قد يُعاني المريض من أعراض حسية تلقائية، كالخدر والدوخة.
2- النَّوبات الجزئية المركَّبة وتُسبّب هذه النَّوبات فقدان الوعي، وقد يقوم المريض بأفعال متكررة، وقد يبقى محدّقاً في الفراغ ولا يستجيب للمحيط الخارجيّ.
3- النَّوبات العامّة وهي النَّوبات التي تنشأ من اختلالٍ في النشاط الكهربائي للدماغ كله كما ذكرنا
4- نوبات الغياب: وتتمثل بتحديق المريض في الفراغ، وقيامه بحركات غريبة كالرمش بكثرة، وتحريك الشفتين، وكثرة رمش العَينين، وقد تُسبب هذه النَّوبات فقدان الوعي لفترة بسيطة.
5- النَّوبات التوترية وتُسبّب هذه النَّوبات تشنّج عضلات الجسم، وعادة ما تؤثر في عضلات الظهر، والذراعين، والرجلين، مما يؤدي إلى سقوط المريض على الأرض.
6- نوبات الصرع الارتخائية التي تُسبّب فقدان المريض التحكم بعضلات الجسم، مُسبّبةً سقوطه بشكل مفاجئ.
7- النَّوبات الارتجاجية وتُصاحبها معاناة المريض من حركاتٍ ارتعاشية متكررة عادةً ما تؤثر في عضلات الرقبة، والوجه، والذراعَين.
8- النَّوبات الرمعية العضلية التي تظهر على شكل حركاتٍ ارتعاشية مفاجئة في الذراعين أو القدمين، وتستمرّ لمدة وجيزة.
9- النَّوبات التوترية الرمعية وتُصاحبها العديد من الأعراض والعلامات، فقد يفقد المريض وعيه، وقد يعاني من تشنج عضلات الجسم، أو من حركات ارتعاشية، وقد يقوم المريض بعضّ لسانه تحت تأثير النّوبة، كما قد يفقد التحكم بمثانته.
من طرق علاج الكهرباء الزائدة في المخ:-
· الأدوية المضادة للصرع: تعمل هذه الأدوية على تقليل عدد النَّوبات التي قد يتعرض لها المريض، وقد تشفيها تماماً في بعض الحالات
· العلاج بتحفيز العصب المبهم: وذلك بتركيب جهاز صغير على الصدر يقوم بإرسال إشارات كهربائية لتحفيز هذا العصب، وذلك قد يساعد على منع حصول النَّوبات. الجراحة: ويتم اللجوء إليها في بعض الحالات، وذلك لإزالة أو تعديل البؤرة المضطربة المُسببة لنوبات الصرع.
· الغذاء الكيتوني: هو الغذاء الغنيّ بالدهون قليل الكربوهيدرات، وإنّ كثيراً من مرضى الصرع يستجيبون لهذا النمط من الغذاء بشكلٍ جيّد.
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)