نظريات الحجامة المعتمدة
تاريخ النشر: 13/08/2016 - عدد القراءات: 154238
نظريات الحجامة المعتمدة
نظريات الحجامة المعتمدة

 نظريات الحجامة هناك ثلاث نظريات لتفسير ما يحدث أثناء الحجامة وكيفية الشفاء التي تحدثه هذه العملية البسيطة. ولكل نظرية تفسيرها الخاص بها ودراسات عميقة عليها .

 
 

1- نظرية الارتواء الدمويتعتمد هذه النظرية على مبدأ الدم المحجوم.. فعندما حلّل هذا الدم, وجد فيه الكثير من الشوارد الضارة (الأخلاط ) . وكذلك وجد أن جميع خلايا الدم الحمراء التي كانت في الدم المحجوم هرمة وغير طبيعية الشكل , ونسبة الهيموجلوبين كانت أقل من الدم الوريدي بنسبة الثلث إلى العشر وعليه فَإن دم الجسم قد تخلص من جزء كبير من هذه السموم التي كانت عالقة به ليصبح أداؤه في حمل الأوكسجين أكبر وكذلك توزيع الغذاء فيه أكفأ .

فعملية إزالة الدم المحتقن من موضع الحجامة أو ما يسمى بالفاسد مجازا ( علما انه لا يوجد دم فاسد داخل الجسم بصورة فعلية ) ,يعطي الجسم المقدرة على تقوية الأعضاء الداخلية المعتلة بمدها بالغذاء وأسباب الحياة , وبذلك يعود نشاط هذه الأعضاء إلى طبيعتها وتصبح أقدر على مقاومة المرض . 
فالدم كالنهر الجاري إذا نظف ماؤه وأزيل ما فيه من شوائب دبت فيه الحياة وعاد إلى نقائه من جديد.
والأمر أقرب إلى تفسير الأطباء الأولين لقضية الأخلاط التي تفور في الدم في الجزء الأول من الشهر الهجري حسب حركة القمر ( يرتفع معدل الجريمة عالميا في 13-14-15 من الشهر القمري ) ثم تعود هذه الأخلاط أو الشوارد للترسب ثانيةً في الأيام التي تلي اكتمال البدر , و أكثر الأماكن جذبا لهذه الترسبات هو الكاهل وهو أعلى نقطة على الظهر لبطء حركة الدم في هذا الموضع وكثرة الشعيرات الدموية, إضافة إلى عدم وجود مفاصل متحركة التي تزيد من حركه الدم لذلك كانت هذه المنطقة مثالية لترسب الأخلاط والخلايا الهرمة  و عملية هيجان الدم أو تبيغ الدم hyperemia ( أي إذا ظهرت حمرة في البدن ,وشعور بالصداع والخمول, أو الدوار والانفعال الزائد ,أو حدوث اضطرابات بصرية أو زيادة في الألم ككل) وهو ما يحدث أثناء ترسب الدم لذلك كان ظهور بعض أو كلّ الأعراض السابقة مؤشر على ضرورة إجراء الحجامة.
وأفضل وقت لسحب الدم هو وقت ترسب هذه الأخلاط أو الشوارد وهذا الوقت يتسنى بعد النوم وفي ساعات الصباح الأولى لذلك نجد أن اغلب الدم المحجوم في هذه الأوقات يكون لزجا غليظا متخثرا في قوامه غامقا أسودَ في لونه  لذلك قيل ( الحجامة على الريق دواء ) . 
وينبغي أن تجرى الحجامة في الأيام الفردية دون الزوجية لأنه ثبت أن الدم المسحوب في هذه الأيام الفردية له خصائص دم الحجامة أما ذلك المسحوب في الأيام الزوجية فليس له خصائص معينة بل هو دم وريدي عادي كما اثبت ذلك الفحوص المخبريه , وما زالت هذه المفارقة بحاجة إلى دراسة وفهم لإثباتها من ناحية وكشف سرها من ناحية أخرى .
وأكثر من بحث في هذا المجال لهذه النظرية هو العالم الياباني (kukrecia) بعد أن ركز أبحاثه على الحجامة استنتج أن الشوائب في الدم هي السبب في إصابتنا بالأمراض المختلفة .
وحديثا قام فريق طبي سوري مكون من حوالي عشرين طبيباً واختصاصياً بعمل دراسة مخبريه وسريرية في عام 2000م على 330شخصاً وكذلك في عام 2001م على 300حالة فتلخصت معظم النتائج فيما يلي: *اعتدال الضغط والنبض إذ أصبح طبيعياً بعد الحجامة في كل الحالات ففي حالات ارتفاع الضغط انخفض الضغط إلى الحدود الطبيعية وفي حالة انخفاض الضغط ارتفع إلى الحدود الطبيعية.
* ارتفاع عدد الكريات البيض في 60% من الحالات وضمن الحدود الطبيعية.
* انخفضت نسبة السكر في الدم عند 83.75% من الحالات وباقي الحالات بقيت ضمن الحدود الطبيعية.
*انخفضت نسبة السكر في الدم عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في 92.5% من الحالات. 
- انخفضت كمية الكرياتينين في الدم عند 66.66% من الحالات.
* ارتفاع كمية الكرياتينين في دم الحجامة في كل الحالات.أي أن الدم المحجوم كان فيه الكثير من الشوارد
 * انخفضت كمية الكرياتينين في الدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 78.57% من الحالات.
* انخفضت كمية حمض البول في الدم في 66.66% من الحالات. *انخفضت كمية حمض البول في الدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 73.68% من الحالات.
* انخفضت نسبة الكوليسترول بالدم في 81.9% من الحالات.
* انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية عند المصابين بارتفاعها بنسبة 75% من الحالات. * كان تعداد الكريات البيض في دم الحجامة أقل من عشر كميته في الدم الوريدي، وهذا يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر المناعة في الجسم. 
* كانت أشكال الكريات الحمر في دم الحجامة من منطقة الكاهل كلها شاذة وغير طبيعية. *ارتفاع مستوى الحديد وضمن الحدود الطبيعية في 66% من الحالات بعد عملية الحجامة. 
*السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً إذ تراوحت ما بين 422- 1057بينما هي في الدم الوريدي ما بين 250- 400، وهذا يدل على أن هنالك آلية تمنع خروج الحديد من شقوق الحجامة وتبقيه داخل الجسم ليساهم في بناء خلايا جديدة.
2-نظرية رد الفعل الانعكاسي وتقوم هذه النظرية على الربط بين موضع الحجامة على الجلد والعضو المراد حثه على الشفاء , وهذه النظرية تعزى إلى تطور الجنين من طبقاته المختلفة؛ حيث نجد الرابط بين خلق الجلد من طبقة والعضو المراد علاجه من هذه الطبقة نفسها , بعملية رد فعل تسمى (رد الفعل الانعكاسي) .
و في تفسير آخر لهذه النظرية : أن المنطقة المحجمة لها تأثير غير مباشر على الأعضاء التي يغذيها العصب نفسه الذي يعطي الإحساس لتلك المنطقة من الجلد ,أو المشترك في الجملة العصبية نفسها ,و مثال ذلك أن الحجامة على الكاهل تشفي ألم المعدة والمرارة والحجامة على أسفل الظهر للشفاء من عرق النسا.
 ونورد قولا للأستاذ الدكتور محمد كمال عبد العزيز أستاذ بكلية الطب ـ جامعة الأزهر ـ القاهرة [أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة من جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع ألشوكي أو النخاع المستطيل أو في المخ المتوسط. 
وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد.
والحجامة وسيلة من وسائل علاج الألم القائمة على القاعدة التي يطبِّقها كلٌّ منا تلقائياً عندما يشعر بألم (حكة) في أي جزء من جلده فإنه يقوم بتدليك (هرش) المكان فلا يشعر بالألم بعد ذلك.
وتعليل ذلك يقوم على النظرية العلمية للعالم الفيزيولوجي (بافلوف) والتي تسمى (التثبيط الواقعي للجهاز العصبي)فعندما يصل التنبيه إلى المخ عن طريق الأعصاب فإن المخ يترجم هذا التنبيه حسب مصدره ونوعه، أي يحدد نوع التنبيه، ألماً كان أو لمساً، حرارة أو برودة، ولكن إذا وصل عدد التنبيهات التي تصل إلى المخ في وقت واحد إلى عدد كبير، فإن المخ لا يستطيع التمييز بينها، فيلغي الشعور من المنطقة التي زاد فيها عدد التنبيهات.
وفي حالة الحجامة تخرج التنبيهات من نهاية الأعصاب في المنطقة المحجمة بأعداد كبيرة فيقوم المخ بإلغاء الشعور من المنطقة ويزول الألم]. 
وهذه النظرية مطبقه على كثير من أجهزة العلاج الطبيعي وإن أول من نشرها وأجرى البحوث عليها العالم( ملزاك) مع أن التسمية تختلف إذ يثبت ملزاك أن ذلك يتم على مستوى النخاع ألشوكي فيما يعرف بنظرية (بوابة الألم) 
3-نظرية الطب الصيني : هذه النظرية تعتمد على التوازن ما بين السالب والموجب ( الين واليانج ) وهي مماثلة لنظرية الأمزجة القديمة 
 ولتبسيط نظرية الطب الصيني نقول: إن جسم الإنسان مكون من أعضاء ,وهذه الأعضاء يتحكم بها ين ويانج إذا بغى أحدهما على الآخر, أو ضعف أحدهما يحدث الاضطراب في عمل العضو ويحدث عندها المرض .
فإذا أردنا علاج المرض وجب علينا أعادة التوازن بين الين واليانج ,ويتأتى ذلك عن طريق التحكم في مسارات الطاقة التي على الجلد ,فالحجامة بمواضعها المختلفة هي في الواقع نقط الوخز بالإبر الصينية والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع هي :-
 1- النقاط النظامية وهي المناطق التي تقع على خطوط الطاقة الأربعة عشر المعروفة.
2- النقاط غير النظامية وهي مناطق لا تتبع خطوط الطاقة ولكنها قد تتقاطع معها. 
3- نقاط رد الفعل الانعكاسي وقد تكون هذه نقاطاً نظاميه أو غير نظاميه لكنها تشترك في كونها مؤلمة عند الضغط عليها أو أنها تنبض ذاتيا بالألم.
وبما أننا نقوم بعمل شفط للدم من هذه النقاط فإننا في الواقع نقوم بإعادة التوازن إلى السالب والموجب في الجسم, لذلك تعتبر الحجامة أقوى من الوخز بالإبر الصينية, وأبلغ في التأثير في مسارات الطاقة. 
فالشفاء في الطب الصيني يعتمد على مقدار ما نقوم به من إثارةٍ لمواضع الحجامة فإذا كان المرض حادا وغير مزمن ؛وجب أن تثار النقاط بعنف, أما إذا كان المرض مزمناً ؛فيجب إثارة هذه النقاط بلطف وعلى فتره طويلة وهذا ما يحدث في أثناء عملية الحجامة ,حيث تُستثار مناطق الحجامة بعنف في أثناء عملية التشريط وخروج الدم, فيشفى في هذا الوقت المرض الحاد وتختفي الأعراض المرضية بسرعة (مثل الألم والحمى), أما تجمع الدم واحتقان الجلد وتلونه باللون القرمزي فهو بحد ذاته الإثارة اللطيفة التي قد تستمر لثلاثة أسابيع , وهذا ما نراه عند كثير من المرضى حيث يفيد أنه استفاد من الحجامة لمدة أسبوعين أو أكثر لكن الألم عاوده من جديد ولكن الألم اقل حدّة,) لذلك كان نصحنا للمرضى هو متابعة العلاج حتى تحقيق الشفاء الذي نرجوه من الله. 
ملاحظات:
1- نحن وان أخذنا من الطب الصيني التوازن ما بين الين واليانج فلم نأخذ منه عقيدة ألطاو التي ملخصها أن كل شيء في الكون مرده إلى الطاقة الكونية التي يزعمون وجودها ,وهي فكرة فلسفية بديلة لعقيدة الإلوهية,فهذه الفكرة تعتمد على تصور خاص للكون والحياة وعلاقة الإنسان بالكون ومرد ذلك إلى ما يدعى عندهم بالطاوي , وهذا اعتقاد كفري بإجماع الأئمة .
 2- الدم في الطب الصيني هو المادة الحيوية التي تتكون وتتخلّق أساسا من روح الطعام الذي ينهضم بوساطة المعدة ويوزع بوساطة الطحال. أما القلب فهو الحاكم(المحافظ) للدم والعروق . والكبد يضمن الانسياب الحر للدم ويخزنه ويحافظ على حجمه . 
3- مواضع الحجامة تعرف في الطب الصيني :بأنها مواضع خاصة على الجلد يتم من خلالها نقل الطاقة الحيوية من الأعضاء الداخلية المختلفة إلى الجلد وبالعكس . ومعناها الحرفي في اللغة الصينية هو النقل من البئر . 
4- عملية الشفط في أثناء الحجامة تحث الطاقة الحيوية على الصعود إلى سطح الجلد وهنا يتم التعادل والتوازن ما بين الين واليانج الذي ينعكس بصورة مباشرة على عمل العضو المعتل .
5- تعتبر الحجامة في الطب الصيني من أفضل الطرق لإحداث الاسترخاء في العضلات العميقة , حيث أثبتت الدراسات الحديثة ذلك ,وأصبحت تفضل على الطرق التقليدية للمساج الذي يستخدم الضغط والفرك الشديد للوصول إلى هذه العضلات. 
من كتابنا الحجامه مفتاح العلاج في الطب البديل
تاليف د محسن النادي
تابع باقي مواضيع الحجامه عبر الموقع

تم طباعة هذا المقال من موقع الطب العربي البديل (arabaltmed.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)