العين هي العضو المسؤول عن الرُّؤية، ومن أكثر أعضاء الجسم حساسيّة وأهميّة، بالإضافة إلى أنّها ذات تركيب مُعقّد جدّاً؛ فهي تتكوّن من أجزاء عدّة، كالقرنيّة؛ وهي تلك النّافذة الأماميّة الشَفّافة التي تنقُل الضّوء وتعمل على تركيزه داخل العين، وكذلك القزحيّة؛ وهي الجزء المُلوّن من العين ووظيفتها تنظيم كَميّة الضّوء الدّاخل إلى العين كيلا يلحقها أيّ ضرر منه، أمّا البُقعة السّوداء الواقعة في مُنتصف القزحيّة فتُسمّى البؤبؤ.
ويعمل على تحديد مِقدار الضّوء الدّاخل إلى العين بتوسُّعِه وتضيُّقِه وفقاً للبيئة المُحيطة، ومن أجزاء العين أيضاً العَدَسة؛ وهي جزء شفّاف يقع داخل العين يعمل على تركيز أشعّة الضّوء لتقع مُباشرةً على الشبكيّة، والأخيرة عبارة عن طبقة من الخلايا العصبيّة تُبطِّن الجزء الخلفيّ الداخليّ للعين، وهي حساسّة بشكل كبير للضّوء، وتعمل أيضاً على إرسال سيّالات عصبيّة عبر العَصَب البَصَريّ لإيصالها إلى القشرة البصريّة في الدّماغ، وهنالك البقعة الصّغيرة التي تقع في مركز الشبكيّة والتي تحتوي على خلايا مُميّزة حساسّة للضّوء، وهي المسؤولة عن رؤية أدقّ التّفاصيل بوضوح، أمّا ما يشغل المساحة العُظمَى للعين فيُسمّى بالجسم الزُجاجيّ المُتكوِّن من مادّة هُلاميّة شفافّة تَملأ العين من الدّاخل.
أسباب وجع العين يُعتبر وجع العين من الأعراض شائعة الحدوث، واخَتَبره مُعظم النّاس تقريباً، وقد يدلّ في بعض الأحيان على وجود مُشكلة خطيرة في العين. ويتمّ تقسيم وجع العين عادةً إلى قسمين:
ألم العين الخارجي: إذ ينشأ من كلّ من:
· وجود جسم خارجيّ في العين: وهو أكثر أسباب وجع العين شيوعاً، ويُسبّب كذلك تهيُّج العين واحمرارها، وازدياد الدّموع فيها. وقد تكون هذه الأجسام الخارجيّة إمّا رُموشاً، أو أوساخاً، أو من مُستحضرات التّجميل.
· التهاب المُلتحِمة: وهي الغشاء الشَفّاف المُبطّن للجزء الأماميّ من العين والجزء الداخليّ للجفن. وقد تتعرّض للتَهيُّج أو الالتهاب عند إصابتها بالعدوى أو الحساسيّة ممّا يؤدي إلى احتقان الشُّعيرَات الدمويّة في العين. وقد يُسبّب هذا التَهيُّج الشّعور بألمٍ خفيف نسبيّاً في العين، بالإضافة إلى إثارة الحكّة فيها، واحمرارها، وخروج إفرازاتٍ منها.
· إصابة القرنيّة بالخُدوش: إذ تتعرّض القرنيّة للخدش نتيجة مُسبّبات عديدة، ويشعر المريض في هذه الحالة عادةً بوجود شيء في عينه. ونادراً ما تُسبّب مُضاعفات إذا ما عُولِجت بالشّكل السّليم.
· تهيُّج العين بسبب العدسات اللّاصقة: ويُعاني منه أولئك الذين يرتدون العدسات اللّاصقة طوال اللّيل ولا يُعقّمونها بشكل جيّد، وذلك ما يجعلُها أيضاً عرضةً أكبر للإصابة بالتهاب القرنيّة، سواءً كان ذا مَنشأ بكتيريّ أو فيروسيّ.
· الإصابة بالتهاب الجفن: قد ينتج ذلك الالتهاب من أسباب عديدة؛ كحدوث عدوىً من البكتيريا المُوجودة بشكلٍ طبيعيّ على الجلد، أو من انسداد الغُدد الدُهنيّة الواقعة على الجفن، أو من الإصابة بالحساسيّة.
· حالة شائعة وتُعدّ من أكثر أسباب جفاف العين شيوعاً، وينتج عنها كذلك، بالإضافة إلى وجع العين، احمرار العين، وإثارة الحكّة فيها، وقد تنتفخ العين المُصابة أو يظهر على الجفن طبقات قِشريّة. ومن أشهر مُضاعفات التهاب الجفن ظهور نتوءة أو عقيدة عليه تُسمّى بشحّاذ العين، وتمتاز بأنّها مُؤلمة جدّاً، وتكون المنطقة حولها حساسّة جدّاً للّمس.
· إلحاق الضّرر بالعين: إمّا بتعريضها للموادّ الكيميائيّة كالمُنظّفات، أو لأشعّة الشّمس المُباشِرة، أو لأيّ مصدرٍ قويٍّ للضّوء.
ألم مِحجر العين: ويُستخدم هذا المُصطلح لوصف ألم العين ذي المنشأ الدَاخليّ، أمّا أسبابه فهي على النّحو الآتي:
· الإصابة بالماء الأزرق على العين (الجلوكوما): وهي حالة مَرضيّة تُصيب العين وتحدث عند ارتفاع الضّغط داخلها. ولا تُسبّب عادةً أيّة أعراض مُبكّرة، وهُنالك نوعان منها: جلوكوما الزّاوية المفتوحة المُزمِنة، وجلوكوما الزّاوية المُغلَقة الحادّة، وتنتج الأخيرة من ارتفاعٍ مُفاجئ لضغط العين، ممّا يُسبّب الشّعور بآلام حادّة فيها، بالإضافة إلى الغثيان والتّقيؤ، والإحساس بألم حادٍ في الرّأس، وكذلك اضطراب الرُّؤية.
· وفي حال المُعاناة من تلك الأعراض يجب مُراجعة الطّبيب فوراً للقيام بالإجراءات اللّازمة للحيلولة دون الإصابة بالعمى.
· المُعاناة من التهاب العَصَب البصريّ: الذي قد يُصاحب الإصابة بأمراض المَناعة الذاتيّة كالتَصلُّب اللُويحيّ، أو قد يَتهيَّج نتيجةً لحدوث التهابٍ بكتيريٍّ أو فيروسيٍّ فيه. وتكون أعراضه الإحساس بألمٍ شديدٍ في العين، بالإضافة إلى فُقدان البَصَر.
· المُعاناة من مَرَض الشّقيقة: وهي إحدى أنواع آلام الرّأس، وقد يشعر المريض بألم في العين كعرضٍ جانبيّ لنوباتها.
· الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفيّة: وهي تلك الفَراغات الهوائيّة المُتوزّعة في عظم الوجه والجُمجمة، ويُسبّب التهابها إحداث ضغطٍ خلف العينين، وذلك ما يُسبّب الشّعور بالألم في كِلتا العينين أو إحداهما.
· الإصابة بالتهاب قزحيّة العين: وينتج إمّا عن التَعرُّض لضربةٍ على العين، أو بسبب عدوىً فيها، أو مُصاحبٍ للإصابة بمرض مناعة ذاتيّة. ويشعر المريض فيه بوجع العين واحمرارها، بالإضافة إلى إمكانيّة حدوث اضطرابات في الرّؤية.
من طرق علاج وجع العين ما يلي:-
باعتبار وجع العين عرضاً يدلُّ على الكثير من المُسبّبات، فإنّ علاج السّبب كفيلٌ بإخفاء والتخلُّص من هذا الشّعور. أمّا أكثر الطّرق في التّعامل مع وجع العين استخداماً تكون على النّحو الآتي:
- إراحة العين لبضعة أيّام وتجنُّب تعريضها للأشعة المُباشرة.
- التوقّف عن استخدام العدسات اللّاصقة واستبدالها بالنظّارات، وذلك لإعطاء القرنيّة وقتاً للشّفاء.
- وضع قطع قماش دافئة ورطبة على العينين، خصوصاً عند المُعاناة من التهاب جفن العين، إذ يُساعد ذلك على فتح الغُدد الدُهنيّة المُغلقة أو بُصيلات الشّعر المُحتَقِنَة.
- عند دخول جسم غريب أو مادّة كيميائيّة في العين، يُنصح بشطف العين جيّداً إمّا باستخدام الماء أو بمحلولٍ مِلحيّ.
- المُضادّات الحيويّة: وذلك عند تشخيص سبب ألم العين بأنّه التهاب بكتيريّ، كالتهاب المُلتحمة
- استخدام قطرات العين المُخصّصة لعلاج الجلوكوما: إذ تحتوي على مُركّبات تعمل على تخفيض الضّغط داخل العين.
- مُركّبات الكورتيكوستيرويد: وتُستخدَم عند الإصابة بالتهابات أشدّ خطورة؛ كالتهاب القزحيّة، أو التهاب العصب البصريّ.
اقرا ايضا علاج الثاليل التناسليه من هنا
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)