الجهاز العصبي أحد أجهزة الجسم بالغة الأهميّة، إذ يعمل الجهاز كناقل للرّسائل في الجسم، فيقوم بأخذ المعلومات من البيئة المحيطة ومن ثم ّيُحوّلها إلى إشارات عصبيّة ينقلها إلى الدّماغ حتى يتّخذ القرار المناسب، وبعد ذلك يتمّ نقل الأوامر التي تصدر من الدّماغ عن طريق الأعصاب إلى أعضاء الجسم المُختلفة. والجهاز العصبيّ هو المسؤول عن تنظيم العديد من العمليّات الحيويّة التي تتمّ داخل الجسم، كالتنفّس، والهضم، ونبض القلب، كما أن الجهاز العصبيّ هو المسؤول بالدّرجة الأولى عن جميع الحركات التي يقوم بها الإنسان، وعن جميع الأفكار، وعن جميع ما يجول في الخاطر من أحاسيس ومُشاعر، وعن جميع الانفعالات الأخرى.
يتكوّن الجهاز العصبيّ بشكل كامل من الأعصاب المُنتشرة في جميع أنحاء الجسم، والتي تُغطّيه بصورة كاملة من الرّأس وحتى القدمين، وذلك لاستيعاب أكبر قدرٍ مُمكن من المعلومات، والتي يتمّ نقلها إلى الدّماغ الذي بدوره يعمل على تنبيه الجسم من أجل القيام بالتصرّف المُناسب.
عصب الأذن، أو العصب السمعيّ، أو عصب القوقعة، هو عصب موجود في الأذن الداخليّة، ومهمّته تحويل الأصوات التي تصل إليه إلى إشارات عصبيّة ونقلها إلى الدّماغ، فيُفسّرها ويُحلّلها ويعرف مصدرها حتى تتمّ عملية السَّمَع، لكن في بعض الأحيان من الممكن أن يتعرّض العصب السمعيّ إلى مشاكل أو اعتلالات قد تحُول بينه وبين نقل الأصوات إلى الدّماغ، وبالتّالي حدوث مشاكل واضطراباتٍ في عملية السّمع، ومن أبرز المشاكل التي من الممكن أن تؤثّر على عمليّة السمع هي التهاب عصب الأذن، أو ما يُعرف بالتهاب الأذن التيهيّ.
التهاب عصب الأذن وأعراضه أو ما يُعرف بالتهاب الأذن التيهيّ، مرض يُصيب الأذن الداخليّة من خلال الإصابة بالعدوى الطُفيليّة كالبكتيريا والفيروسات أو غيرها من مُسبّبات الالتهاب، ممّا يؤدّي إلى انتشار الالتهاب في هذه المنطقة كاملةً، وصولاً إلى الأعصاب التي تُغذّيها: العَصَبان السمعيّ والدهليزيّ، وهما المسؤولان عن السّمع والتّوازن.
فمع التهابهما يُعاني المريض من بعض الأعراض السمعيّة والتوازنيّة، ومن أهم تلك الأعراض الدّوخة، وفقدان السَّمَع (من خفيف إلى فقدان تامّ للسّمع)، والدّوار؛ أي الإحساس بأن المُصاب أو البيئة من حوله تتحرّك. ومن الممكن لهذه الأعراض أن تتراوح بين مُعتدلة إلى حادّة، وقد يشعر بعض المرضى بأنّهم غير قادرين على البقاء في وضع مُستقيم، وقد يُصاب المرضى بالأعراض الآتية أيضاً، سواء في أذن واحدة أو الاثنتين معاً:
- الشعور بالضّغط داخل الأذن.
- الرّنين أو الطّنين في الأذن.
- تسرُّب سائل أو قيح من الأذن.
- ألم في الأذن.
- الشّعور بالغثيان أو المرض بشكل عام.
- ارتفاع في درجة الحرارة لتصل إلى ْ38َ درجة سيليسيوسيّة أو أعلى.
- تغيُّرات في الرّؤية، مثل عدم وضوح الرّؤية، أو الرؤية المُزدوجة.
- صداع خفيف.
- في بعض الحالات قد يُصاب المريض بفقدان السَّمَع التّام.
هنالك بعض الظّروف التي من المُمكن أن تجعل من التهاب الأذن أسوأ، وهي:
- نزلات البرد.
- الظّلام.
- المشي في المناطق المُزدحمة أو الغرف الصّغيرة.
- التّعب والإرهاق.
- الدّورة الشهريّة بالنسبة للأنثى المريضة.
- يجب على المريض تجنّب القيادة، واستخدام الأدوات والآلات، أو العمل على ارتفاعات عالية إذا كان مُصاباً؛ لأن كلّ ذلك يؤدّي إلى زيادة الدّوار، واحتماليّة تعرّض المريض للخطر.
من أسباب التهاب عصب الأذن ما يلي:-
عادةً ما يتسبّب بالالتهاب عدوى فيروسيّة، وفي بعض الحالات عدوى بكتيريّة، فالإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد قد تُساعد بشكل كبير على ظهور وتطوّر هذا المرض لدى بعض الأشخاص، بالإضافة إلى أنّ الإصابة بالتهابات الأذن قد يؤدّي بشكل مُباشر إلى التهابات تصل إلى الأذن الداخليّة المُؤدّية إلى التهاب عصب الأذن بشكل أقلّ انتشاراً من نزلات البرد، وتشمل الأسباب الأُخرى للإصابة بالمرض أمراض الحساسيّة التي تُسبّب التهاباتٍ في مُختلف مناطق الجسم، ومن ضِمنها الأذن الداخليّة، وبعض الأدوية التي لها تأثيرات سلبيّة على الأذن الداخليّة بسبب التدخّل المُباشر في عملها، أو بسبب تراكم المواد النّاتجة من الأدوية في تلك المنطقة.
والعوامل الآتي ذكرها ترفع من خطر الإصابة بهذا المرض:
شرب كميّات كبيرة من الكحول. التّعب والإجهاد. الإصابة بأمراض الحساسيّة في السابق. التعرّض لالتهابات الجهاز التنفسيّ، أو التهابات الأذن. التّدخين. استخدام بعض الأدوية مثل الأسبرين.
العلاج في معظم الأوقات يزول التهاب الأذن من تلقاء نفسه، وعادةً ما يستغرق عدّة أسابيع إلى أشهر للتخلّص من جميع أعراضه، ففي حال تشخيص سبب المرض بأنّه عدوى بكتيرية يجب على الطّبيب وصف أحد أنواع المُضادّات الحيويّة المُتخصّصة بالتهابات الأذن، لكن مُعظم الحالات المرضيّة ناجمة عن عدوى فيروسيّة التي لا يمكن علاجها بهذه المُضادّات الحيويّة، لذلك يلجأ الطّبيب لوصف بعض الأدوية التي تقوم على مُساعدة المريض بالتّقليل من الأعراض، ومساعدة الجسد على التخلّص السريع من المرض، مثل:
بعض أدوية السّتيرويد التي قد تُساعد على التحسّن بشكل أسرع، إضافة إلى ذلك قد يصف أدوية أخرى.
مُضادّات القيء، ومُضادات الهيستامين، والمُهدّئات للمساعدة في السّيطرة على الغثيان والقيء الناجم عن الدّوار وعن هذه الالتهابات.
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)