صفة الطبيب المسلم
تاريخ النشر: 18/08/2016 - عدد القراءات: 30004
صفة الطبيب المسلم
صفة الطبيب المسلم

 ينبغي أن يكون الطبيب من بين المؤمنين بالله، القائمين بحقه، العارفين لقدره، العاملين بأوامره، المنتهين عن نواهيه، المراقبين له في السر والعلن. 

وينبغي أن يكون من أهل الحكمة والموعظة الحسنة، مبشرا لا منفرا، باسما لا عابسا، حليما لا غضوبا، محبا لا كارها، لا تغلبه ضغينة، ولا تفارقه سماحة، يعتبر أنه من وسائل رحمة الله ومغفرته لا عقوبته، وستره لا فضحه، وحبه لا مقته.
وينبغي أن يكون وقورا لا يطيش ولو لحق، عف الحديث ولو في فكاهة، غضيض الصوت غير منكره، سوي الهندام غير أشعته ولا أكبره، يوحي بالثقة، ويبعث علي الاحترام، مهذبا مع الغنى والفقير، والكبير والصغير، لا يقبل ولا يعرض، ويصون كرامة المريض و يخفض جناح الرحمة.
وينبغي أن يعلم أن الحياة من الله لا يعطيها إلا هو ولا يسلبها إلا هو، وأن الموت خاتمة حياة دنيا وبداية حياة أخرى، وأن الموت حق، وأنه نهاية كل حي إلا الله، وأن الطبيب في مهنته من جند الحياة فقط، الذائدين عنها، العاملين على استبقائها صحيحة سوية ما وسعه.

 

 
وينبغي أن يكون قدوة في رعاية صحته والقيام بحق بدنه، فلا يأمر الناهض بما لا يأتمر به، ولا ينهى عما لا ينتهي عنه، ولا يتنكر لمعطيات علمه الطبي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولأن الله يقول: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" البقرة: 195، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن لجسدك عليك حقا" (البخاري ومسلم)... ولأنه يقول أيضا " لا ضرر ولا ضرار " (أحمد: حديث حسن).
والطبيب صادق إن قال أو كتب أو شهد... حريص ألا تدفعه نوازع القربى أو المودة أو الرعب أو الرهبة إلى أن يدلى بشهادة أو بتقرير أو بحديث يعلم أنه مغاير لحقيقة، بل يقدر حق الشهادة في الإسلام ويعمل بهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قال صحابته: بلى يا رسول الله، قال : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين..! ثم صمت مليا وقال: ! ألا وقول الزور، ألا وقول الزور" (البخاري ومسلم)… فما زال يكررها حتى حسبوه لا يسكت.
وينبغي أن يتوفر له حد أدنى من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات، لأن الناس تستفتيه في أمورهم الصحية ذات الصلة بالعبادات… كأمثال ما يعرض من أمراض أو أعراض لدى الرجال والنساء وأثرها على صحة الصلاة أو رخصة الفطر أو مناسك الحج والعمرة أو التحكم في الحمل أو غير ذلك. والتبصير بالرخص والمستباحات بالأعذار حتى يستمر المرضى على أداء العبادات ولا يتعودوا تركها. والطبيب إذ يعلم أن الضرورات تبيح المحظورات، عليه كذلك أن يجتهد فلا يعالج الناس بما حرمه الله عليهم ما كان له إلى ذلك من سبيل، سواء أكان ذلك عن طريق الدواء أو الجراحة أو السلوك العام أو النصح والإرشاد.  
والطبيب وسيلة الله في شفاء المرضى من عباده، فعليه أن يكون متواضعا ذاكرا نعمة الله عليه شاكرا له ملتمسا توفيقه وألا ينسب لنفسه الفضل أو يطاوله شيء من الزهو أو يلتمس المفاخر سواء بالقول أو الكتابة أو الإعلان المباشر أو غير المباشر.
وينبغي أن يصل نفسه بركب العلم فيواكب تقدمه، ويعد ما استطاع من قوة علمية في دفعه للمرض، لأن صحة الناس تتأثر باجتهاده أو تقاعسه، وعلمه أو جهله، فمسئوليته عن غيره تجعل وقته ليس خالصا له ينفقه، كيف يشاء، وكما أن في المال حقا معلوما للسائل والمحروم ففي الوقت كذلك حق للمرضى يرتاد لهم الطبيب الجديد والنافع والناجع ليعود به عليهم وهو يطببهم ويدرك الطبيب أن الاستزادة من العلم بجانب قيمتها التطبيقية هي في ذاتها عبادة، وامتثال بهدى القرآن في قوله تعالى:" وقل رب زدني علما" (طه: 114) وفى قوله: " إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر: 2 وفى قوله: " يرفع الله الدين آمنوا منكم والدين أوتوا العلم درجات" (المجادلة).
نتمنى ان يكون جميع اطباء المسلمين على قدر المسؤوليه.
الموقع يحتوي الكثير من القالات التي تهم حصتك شاركها مع الاصدقاء

تم طباعة هذا المقال من موقع الطب العربي البديل (arabaltmed.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)