والطبيب صادق إن قال أو كتب أو شهد... حريص ألا تدفعه نوازع القربى أو المودة أو الرعب أو الرهبة إلى أن يدلى بشهادة أو بتقرير أو بحديث يعلم أنه مغاير لحقيقة، بل يقدر حق الشهادة في الإسلام ويعمل بهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قال صحابته: بلى يا رسول الله، قال : الإشراك بالله، وعقوق الوالدين..! ثم صمت مليا وقال: ! ألا وقول الزور، ألا وقول الزور" (البخاري ومسلم)… فما زال يكررها حتى حسبوه لا يسكت.
وينبغي أن يتوفر له حد أدنى من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات، لأن الناس تستفتيه في أمورهم الصحية ذات الصلة بالعبادات… كأمثال ما يعرض من أمراض أو أعراض لدى الرجال والنساء وأثرها على صحة الصلاة أو رخصة الفطر أو مناسك الحج والعمرة أو التحكم في الحمل أو غير ذلك. والتبصير بالرخص والمستباحات بالأعذار حتى يستمر المرضى على أداء العبادات ولا يتعودوا تركها. والطبيب إذ يعلم أن الضرورات تبيح المحظورات، عليه كذلك أن يجتهد فلا يعالج الناس بما حرمه الله عليهم ما كان له إلى ذلك من سبيل، سواء أكان ذلك عن طريق الدواء أو الجراحة أو السلوك العام أو النصح والإرشاد.
والطبيب وسيلة الله في شفاء المرضى من عباده، فعليه أن يكون متواضعا ذاكرا نعمة الله عليه شاكرا له ملتمسا توفيقه وألا ينسب لنفسه الفضل أو يطاوله شيء من الزهو أو يلتمس المفاخر سواء بالقول أو الكتابة أو الإعلان المباشر أو غير المباشر.
وينبغي أن يصل نفسه بركب العلم فيواكب تقدمه، ويعد ما استطاع من قوة علمية في دفعه للمرض، لأن صحة الناس تتأثر باجتهاده أو تقاعسه، وعلمه أو جهله، فمسئوليته عن غيره تجعل وقته ليس خالصا له ينفقه، كيف يشاء، وكما أن في المال حقا معلوما للسائل والمحروم ففي الوقت كذلك حق للمرضى يرتاد لهم الطبيب الجديد والنافع والناجع ليعود به عليهم وهو يطببهم ويدرك الطبيب أن الاستزادة من العلم بجانب قيمتها التطبيقية هي في ذاتها عبادة، وامتثال بهدى القرآن في قوله تعالى:" وقل رب زدني علما" (طه: 114) وفى قوله: " إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر: 2 وفى قوله: " يرفع الله الدين آمنوا منكم والدين أوتوا العلم درجات" (المجادلة).
نتمنى ان يكون جميع اطباء المسلمين على قدر المسؤوليه.
الموقع يحتوي الكثير من القالات التي تهم حصتك شاركها مع الاصدقاء